1- محاضرات مكتوبة

نحن في بحث التقرب الى الله عز وجل. واليوم نتمم البحث لآداب مجالسة الله جل وعلا. مجالسة الله عز وجل هي مجالسة تعظيم واجلال وهيبة. مجالسة الله ليس هي مجالسة جسد تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا وليست مجالسة مكان فتعالى الله عن الزمان وعن المكان.. انما هي مجالسة هيبة واجلال وتعظيم وهذه المجالسة لا تكون الا فيمن قال الله تعالى في الحديث القدسي قال : انا جليس من ذكرني.

نحن في سورة النساء {وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)

(يقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ. التوبة اخذت معنا مجلسين سبق وبحثنا فيها وتحتاج لو اخذنا معها خمس مجالس اخرى. وما في الحديث احلى ولا اجمل من التوبة لأنها معاملة مع الله (سبحانه وتعالى) رجوع الى الله ومغفرة الله لكل عبد اقبل إليه وهذه صفة من صفات الذين باعوا انفسهم لله.من صفات الذين تاجروا مع الله وربحت تجارتهم بان اكرمهم الله بكمال المغفرة وكمال الاجرالعظيم.صفة ثانية من صفات هؤلاء المؤمنين الخاشعين

نحن الآن في تفسير قول الله (جل جلاله) : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ۚ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا). تقدم معنا في الاسبوع الفائت بفضل الله وتوفيق تفسير وقل الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ۚ).

لح نجعل اليوم مجلسنا بفضل الله وبتوفيقه مفتاح الصلاة على الرسول المصطفى ﷺ. انا مهيئ الدرس لكن نسيته. فاليوم انا وياكم لح نسير على مائدة الله فأولاً وآخراً نحن على مائدة الله . يقول الله تعالى . بسم الله ارحمن الرحيم (يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). اول الاية: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) اللهم صل وسلم وبارك على الحبيب المصطفى ﷺ .

اليوم سنأخذ من سيدنا سلمان رضي الله عنه وأرضاه أفضل خلق يتخلق به المُريد والسالك والعارف الواصل، اكمل الخلق هو خلق التواضع الذي قيل فيه التواضع مصيدة الشرف. إذا أراد الانسان أن يُحصّل شرف الدنيا وشرف الآخرة يدركه بالتواضع... كما ورد كل انسان له حَكَمة بيدي ملك الحَكَمة بالنسبة للحصان لجام، في نصفه حديدة لجام في وسط الفم، عندما تركض الفرس بصاحبها تنفر من صاحبها إذا شد اللجام أي الحديدة تنغرز بسقف الحلق فالحصان يقف.. هذه الحكمة قال لكل انسان ملك بيده حَكَمة إن تكبر خفض وإن تواضع رفع، إذا تواضع لله الملك يرفع عزّه

إختلف أولياء الله رضوان الله عليهم على إسمين فقالوا هل الاعمال الصالحة تورث نورانية القلب؟ نورانية القلب تورث الاعمال الصالحة؟ على طرفين كل منهم أتى بدليل وكل منهم أتى بحجة والواقع انه لا اختلاف إذا وجد الحكم العدل والحكم المنصف فلا اختلاف في ذلك والحكم المنصف في ذلك هو كتاب الله كتاب الله العظيم وذِكر الايمان أولاً ثم العمل الصالح ثانياً والايمان هو النور الالهي الذي يسري في قلب العبد ويثمر العمل الصالح وإن الايمان هو السبب في بذرة العمل الصالح وإنبات العمل الصالح. نبدأ بالنسبة لسيدنا الصالح بإيمانه بعد أن نذكرأعماله وإن كان

كُلّ إنسان لا يعرف نَسَبهُ يكونُ ضائع في الحياة.. لا بدّ للإنسان أن يعرف نَسبهُ الجسدي كذلك أن يعرف نَسبهُ الرّوحي، ونَسبُنا الرّوحي متصل بسيدنا أبي بكرالصديق ومتصل بسيدنا رسول الله ﷺ. هذا النّسب الذّي يتشرّفُ الانسانُ به في كل أحيانِه وفي كل أوقاته. عندما يعرف الانسان نَسَبهُ يعرف كَرامتهُ، فإذا ضاع النّسب ضاعت الكرامة. فنحن ما نريده في حياتنا هو أن نعرف نَسبنا حتى نعتزّ به وأعزّ ما يكون النّسب إذا كان متصلاً بسيّد الخلق رسول الله ﷺ. إنتقلت هذه النّسبة الرّوحية؛

كل منا بفضل الله يتلو كتاب الله ويقرأ القرآن وفي كتاب الله كلمة جمعت اسرار الوجود كله لو اطلع المؤمن عليها او درسها لكان سيد الخلق بايمانه وحبه.. هذه الكلمة في القرآن تكررت 135 مرة تكررت في القرآن لما لها من مكانة وكرامة في دين الله تعالى. هذه الكلمة تتكرر كثيرا على ألسنتنا ما من مسلم ولا مسلمة الا ويكرر هذه الكلمة.. ولو سألناهم ما هي هذه الكلمة؟ لتوقف الانسان عن الجواب

نحن في تتمة حديث النبي ﷺ الذي تبع قوله ﷺ : في الصلاة متخشغاً الى الزكاة مسرعاً في الزلازل وقوراً.. وبعدها في الرخاء شكورا.. اليوم بحثكم في الزلازل وقورا.. الله عز وجل لما خلق الانسان ما خلقه لدار نعيم في الدنيا ولا خلقه لحياة ترفٍ ورفاهية في الدنيا.. من يوم ان خُلق الانسان الله عز وجل اخبر بقوله (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ).. يعني في مكابدة الحياة.. في تعب الحياة فلا يظن انه وجد في دار رخاء او وجد في دار نعيم فلا بد للانسان من الشدائد والزلازل.. قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (ألم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)