706 التجلي-الإلهي-29-12-2010

التجلي الإلهي 29-12-2010

بفضل الله وبتوفيق الله سبق معنا في المجالس السابقة الانس بالله والطمأنينة وكان ثمرتهما الاعتصام بالله.
واليوم بفضل الله وبتوفيقه نأخذ جمال الانس وجمال الطمأنينة. بحثكم اليوم موضوعه التجلي. الله عز وجل قال لنا في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى. (1) ; وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) . ذكر الليل وظلمته ثم ذكر النهار وكشفه للظلام وأول التجلي يحصل هو عند الفلق يكون الغسق ثم يكون الفلق ثم النهار ويتجلى بتجلياته الكبرى. فاذا انفلق ظلام الفجر يسمى الفجر معنى الفجر يعني ذهب الظلام واتى النور. وهذا باب لفهم المريد ان التجلي تسبقه الظلمة دائماً قبل التجلي يكون قسوة قلب او ظلمة قلب او شرود ذهن او انشغال نفس هذا كله يكون ظلام ثم يعلوه شمس التجلي فتذهب ظلمات النفس وظلمات الطبع والهوى فان ذكر الله وخشع صدع فجر جماله وظهرت شمس تجلياته واحاطت انوار فيوضاته فهلكت الحجب ووضعت الاستار وحل الانس بعد الجفاء. فالتجلي اذاً هو اشراق نور الله على قلوب المقبلين عليه القاصدين بحق رؤية نوره بقلوبهم لا بأبصارهم رؤية النور تكون بالقلوب لا بالأبصار. يكون هذا الحال عندما يكشف الغطاء عن اذن القلب فيسمع (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) عندما يسمع هذا النداء عندها يفنى عن نفسه بربه جل وعلا فيكون في كل حال من احواله مع الله فان صلى رُفعت الحجب فيما بينه وبين الله وان ذكر رفعت الاذكار فيما بينه وبين انوار الله هذا اذا أراد العبد ان يكون من اهل التجلي. فهذه الآية تتجلى للمريد عندما يكون في حالة انفراده للذكر. عندما ينفرد لذكر الله ولم يشعر وهو في حالة ذكره الا بالله سبحانه وتعالى يسمع هذا النداء بقلبه كما يسمع النداء بأذنه (إنني أنا الله لا إله إلا أنا) لا تلتفت لغيري. (فاعبدني) تقرب اليّ بالعبادة (وأقم الصلاة لذكري) لو وقفت في الصلاة تذكر عظمة الله. هذه حالة من حالات تجلي المريد اذا كان في حالة ذكر وفي حالة قرب الى الله. هذا التجلي يظهر في القلوب من انوار علام الغيوب. يظهر للقلب لا يظهر للبصر لو حصل التجلي للبصر لفقد الانسان بصره لان البصر لا يملك رؤية هذه الانوار انما لو نظر الى نور المخلوق نور الشمس لاذهب بصره فكيف لو نظر الى نور الحق؟ وما الشمس بالنسبة للشموس التي اكبر منها الا كعود ثقاب بالنسبة للشمس شمسنا كأنها عود كبريت بالنسبة للشمس التي اكبر فكيف اذا اردت ان تنظر الى من نوّر الشمس ومن نوّر الشموس التي اكبر منها فلا يطيق رؤية النور الا من كان له عينين في قلبه. عينين القلب ترى نور الحق اما عيني الرأس ترى نور الحياة نور الشمس نور الكهرباء فاذا زاد النور عن البصر يصبح البصر في حالة تردد فلا يرى الرؤية الكاملة وهكذا القلب اذا تجلى الله عليه فان كان ذاكراً حاضرا مع الله عز وجل انكشفت له علوم الغيب واسرار الغيب فيرى ما لا يراه الخلق ويحدث بلسان يعجز الخلق ان يحدث به فهذا اللسان يحدث الاذان بما تسمع وبما تفهم اما اذن القلب تسمع من عالم الغيب علوما لا يدركها الانسان بعقله علوم القلب لا يستطيع الانسان ان يدرك علومه. لذلك أولياء الله رضوان الله عليهم ما كتبوا احوالهم في الكتب لان الحال لا يكتب في كتاب الحال هو انتقال من شريان القلب الى شريان قلب اما لا يكتب في كتاب لانه لو كتب في كتاب ما عرف الناس ان يقرؤوه. كما اني لو سألتكم ما هو لون النور؟ هل يستطيع الانسان ان يذكر للنور لوناً؟ ما هو لون الماء؟ نقول لون الماء لون الاناء تضعه في كاسة بيضاء يبين ابيض نضعه في كاسة زرقاء يظهر ازرق نضعه في كاسة حمراء يظهر احمر وهكذا لون النور لون الاناء فإن كان لون انائك صافياً مع الله رأيته ابيض وهذا بدء السلوك ثم اذا كان قلبك في حالة خشية رأيته اخضر ثم اذا كان قلبك في حالة انس رأيته احمر ثم اذا كان قلبك في حالة حضور رأيته اصفر اما في حالة الشهود فهو اسود. لانه في حالة الشهود لو رآه غير اسود بيشوف حاله. فيراه اسود حتى يظهر الافتقار الى الله حتى ما يقول انا وغالبا التجلي لا يكون نتيجة اعمال احفظوها. ذكرت فصار معي تجلي فنقول التجلي لا يكون نتيجة عمل او نتيجة ذكر التجلي فيض الهي يفيضه على قلب المؤمن فضلا من الله وكرما. اما انسان يظن في الذكر صار له التجلي بالذكر صار له الانوار نقول له لا يا ابني هذا خطأ التجلي هو نور الهيٌ يقذفه الله في قلب الانسان فضلا منه لا جهدا ولا استعدادا ولا عملاً. فكما يفكر بعض الذاكرين انه اذا ذكر حصل له التجلي انه الله تجلي عليّ اليوم فنقول له يا لا ابني في حالة الذكر لا ترى التجلي. التجلي لا يكون في حالة توجه منك انما التجلي توجه من الله اليك فضل من الله لك ممكن تكون على غير استعداد اذا تجلى الله لك على غير استعداد باستعداد الطاعة والعبادة ممكن ان تكون نائماً وممكن ان تكون بطاعة وممكن ان تكون في كتابة او في علم فيأتي التجلي اذاً التجلي فضل الهي لا تدري متى يأتي انما يصيب القلب الذاكر الخاشع اما اذا القلب غير ذاكر فلا يدرك هذا التجلي. التجلي سحب عجيب من فضل الله عز وجل على قلوب الخلق. فيأتيك من انوار الغيوب فضلا من الله بلا استعداد وهو تجلي دائم لا حجاب عليه. فاذاً كيف يكون هذا التجلي كيف يأتي لهذا الانسان هذا التجلي؟ فالتجلي ثمرة اختيار القلب للخلوة مع الله. ثمرة من ثمرات اختيار القلب للخلوة مع الرب جل وعلا والاعراض عن كل ما يشغل عنه. فلو حصل بالسنة 5 دقائق من هذا الانقطاع بالخلوة بالله فيأتيك من التجلي ما يرويك الى يوم القيامة. التجلي ري في القلب يرتوي القلب من انوار الله عز وجل فينتج من كل ثمرة الوان ما لون واحد في كل طاعة يرى فيها انورا واحوالا واقبالا وذوقا وحلاوة فمهما وصف الانسان لا يستطيع ان يعبر عن النور بالحروف. الحروف لا تعبر عن الانوار ولما تقرأ (الله نور السموات والأرض) فما تراه من انوار في هذا الوجود هذا من نور الله من تجليات الله من فضل الله لا النور الذاتي. النور الذاتي لا يُرى الا في الاخرة. هذا نور على قدر استعدادك فهناك من يرى نور الشمس في البصر وهناك من يرى شموس القرب بالبصيرة حسب استعداد هذا الانسان في واحد عنده قوة روحية يستطيع بهذه القوة الروحية ان يكشف الملكوت ان يرى ما فوق السماء لكن لا يستطيع ان يرى ان يرى رؤية الذات الإلهية. الله تعالى ان تدركه الابصار. (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير). وذكر اللطيف لا يدرك ببصر ولا يدرك بحس ولا يدرك بالشعور وهو اللطيف. من هو اللطيف في الحياة التي نعرفها الهواء نسيم الفجر لطيف لكن لا يدرك ولا يُرى انما تشعر به في بعض اللحظات باحساس لطيف على وجهك او على جبينك باحساس لطيف لو اردت ان تمسه فلا تدركه لو اردت ان تراه فلا تدركه وهذا مثال بسيط انما هذا النور الذي ينكشف للإنسان نور لطيف لا يستطيع الانسان ادراكه انما يشعر بانه محمول عندما يدرك هذا النور يشعر انه محمول معنى محمول همك واحزانك واعمالك وقضاء حوائجك كلها تراها ميسرة مقضية لا ترى فيها عمل يتعسر كله يتيسر السبب ان الضعيف على الاجواد محمول. هذا نوع بسيط من أنواع التجلي الذي تجلاه الله على قلوب الانسان فالتجلي يا ابني مقامات ما أحوال. الفرق بين الحال وبين المقام. الحال ما يتحول ويتغير ويتبدل اما المقام ثابت لا يتحول مطلقاً فمثلا لمعان الانوار هذا من الأحوال صفاء النفس هذا من الأحوال يتبدل ويتغير اما الادب مع الله مقام الخشوع مقام الانس مقام الطمأنينة مقام هو الذي يثبت بغير تحول. فالتجلي منها ما يتعلق بأنوار الطاعات الصلاة الصيام الحج طاعات لها انوار انوارها تظهر في الاعمال فترى اعمالك فيها مراقبة الله فيها خشية من الله فيها حب لله فيها انس بالله هذه انوار الطاعات هذا تجلي من تجليات الله عز وجل يتعلق بالطاعات فاذا الطاعات انعكس نورها عليك استفدت وتوجهت الى الله وتزداد الانوار فيك كما تنعكس نور الشمس للقمر فالقمر كله يظهر نورا لا يظهر فيه ظلام وهكذا اذا انقلبت انوار الطاعات على الانسان فلا يبقى به ظلمة النفس ولا ظلمة الهوى ولا ظلمة الشهوات انما يكون فيه انوار العبادات الى ان تكون مع حالة المراقبة الدائمة هذه حالة من حالات التجلي فأولا يتعلق بنور الطاعة ثانياً منها ما يتعلق بنور الاوراد. الاوراد هي التي تعطيك نور الاستقامة. احد الاوراد ذكره يصلي على النبي ﷺ الف مرة يسبح الف مرة يقول لا اله الا الله الف مرة. هذه الاعمال يكون من التجلي فيها ان تعطيك الاستقامة انوار الاوراد تعطي الاستقامة ما دام الانسان قائماً فيها فيستقيم دائماً على الاوراد لتتجلى انوار الاوراد عليه فتجده دائماً في حالة استقامة على الطاعة ثم استقامة مع انوار الطاعة ثم استقامة مع رب الطاعة.فلا ميل للقلب. الطاعة كيف تكون في حالة قلبه متوجه للطاعات ثم يعشق انوار الطاعة ما بقى يحسن يترك الصلاة صار وقت الصلاة في جذبة الانوار تجذب القلوب الى الله تشعر في جذبة الى الله فيقوم الى الصلاة وهو متلذذ هذا تجلي الاوراد الطاعات فظهر تلذذه بأنوار الاوراد وانوار الطاعات عندها يشعر وهو في حالة الذكر انه مع الله هذا ارتقاء التجلي من حال الى حال. ومنها ما يتعلق بالاذكار تجلي الاذكار يفنيك عن وجودك. عندما تذكر الله عز وجل ذكرا دائما تفنى عن الانا لا انانية ولا ملذات ولا شهوات ولا اعراض تفنى عن الكل بالله سبحانه وتعالى. هذا تجلي بالاذكار. فتجلي الاذكار يجذبك عنك اليه هذا تجلي الاذكار فاذاً في تجل يانوار الطاعة في تجلي يتعلق بالاوراد في تجلي يتعلق بالاذكار وهذه حالات بعض مقامات اهل الذكر. بين الاوراد والاذكار في شيء يا ابني الاوراد ما قام بالتسبيح والتهليل والتكبير والصلاة على النبي ﷺ والحوقلة لا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله.. هذه اوراد. اما الاذكار ان ينفرد القلب باسم الله الاذكار هذا ما يفني الانسان عن وجوده بربه جل وعلا. فاذا قام بهذه انقلب تجلي من تجلي الصفات الى تجليات الذات فعندها يتعلق بأنوار الارواح انوار الملائكة هذا التجلي يا ابني انوار الملائكة فاذا جلس للذكر يشعر حوله في حركة يشعر بحركة يفتح عيونه لا يجد احداً في حركة حوله فمن الذاكرين يخاف بيقوم بيتسطح بينام يا ابني هذه الملائكة. ورد في بعض الاخبار عن الرسول الأعظم: ان لله ملائكة يرشون النور في قلوب احبابه. فاذا كان الله عز وجل تجلى عليك بأنوار ذكرك واورادك فعندها تلتقي روحك بروح الملائكة من غير ان تشهدهم ما في شهود بالملائكة لكن تشعر في حدا حواليك تقول والله حاسس في حدا بالغرفة يا اخي انت منك شايف بس انا حاسس فتأتي الملائكة فتمده بهذه الانوار التي تعطيه الصفاء الروحي ففي هذا الصفاء الروحي ما عاد يستطيع يجالس الخلق هذا ظالم وهذا منتن وهذا كذاب ما بيعود يستطيع يجالس الخلق وهذه صفة تجعل الانسان ينجذب من الخلق الى الخالق وهذا ان لم يكن له شيخ تدمرت حياته. ترك الاكل ترك الكل ما عاد يستطيع يقوم لا بد يا ابني لمن كان له اذكار او اوراد من شيخ وان يكون الشيخ صاحب باع صاحب امداد صاحب توجه يستطيع ان يبدل حال هذا الانسان الى حالة اليقظة فمتى ما حصل له التجليات والتعلق بأنوار الملائكة ما عاد يستطيع يقابل الخلق لكن اذا كان شيخه موجود وامداد شيخه موجود يحول له الحال حتى يبقى حاله معك ويلتقي مع الخلق. هذا حال الشيخ يا ابني اذا أراد الأخ ان يذكر بلا الشيخ ما بيصير. تاخد ورد بلا شيخ ما بيصير بدك شيخ يستطيع ان يتحمل عنك الفيوضات والتجليات يعطيك على قدر استعدادك فما الشيخ بالنسبة للمريدين يا ابني الا ترنس اذا اجت الكهربا 220 كهربتك 110 بيخفف لك ياها حتى توصلك 110 واذا اجت الكهربا 110 وعندك 220 بتقويلك ياها حتى توصلك 220. هذه روحانية الشيخ ليس الشيخ يا ابني لا الجبة ولا اللفة .. الشيخ هو هذه الروح التي تستطيع ان تقلل قدرة الانوار على قدر استعدادك ولولا ذلك لانفجر المريد او صرخ في كتير من الاحباب بيكون قاعد يصرخ هذا بالطريق عندي ما في. بالطريق النقشبندي ما في صريخ هذا يصرخ ليش؟ اجته دفعة نورانية ما عاد يتحمل صرخ. ما في شيخ يحملها عنه. اما الشيخ اذا كان صاحب روح يحمل عنك هذه الدفعة النورانية يعطيك على قدر استعدادك. في بعض الاخوان والله يا ابني لا يستطيع الا بالقطارة نعطيه نقطة نقطة. منشربه نقطة نقطة لا يستطيع اذا بتحط له نقطتين يختنق. في بعض الاخوان نهر يشرب نهر ولا يشعر. (هم درجات عند الله) فكل واحد حسب ذكره وحسب استعداده يأخذ. فاذاً من التجلي ما يتعلق بأنوار الملائكة فعندها الانسان يشعر بما حوله هذا لا تخافوا منه يا ابني. الملائكة عباد الله جايين يعطوك حصتك. مكلفين ان يعطوك حقك. هذا حق لك من الله. الله عز وجل يرسل الملائكة املؤوا قلبه بالأنوار بالانس بالحضور بالخشية املؤوا قلبه فجايين لعندك. يخاف يحط راسه وينام والله خفت. جايين لعندك قشعر بدني يا ابني هذا حال الخشية (الله نـزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) تقشعر لكن ترجع الى حالة الذكر من غير ما يحصل له شيء. فيا اخواني هذا التجلي ليس هو كلام هذا التجلي بدك انت تحس فيه بذكر الله تجتهد بالذكر حتى تحصل منه على هذه الحالة. وفي أشياء بحالة الذكر او في حالة الطريق في أشياء يمكن ما تتحمولها انتم في تجلي بأنوار الأسماء في تجلي بأنوار الصفات في تجلي بأنوار الأفعال هذا كل واحدة لها حال فخلينا نحن نصل الى ما يتعلق بأرواح الملائكة وهذا اذا صار المريد ممن يتعلق بأرواح الملائكة صارت له انوار التجلي دائمة غير منقطعة. في كل لحظة أراد ان يتكلم يأتيه هذا التجلي وصدق الله العظيم (تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) على حسب المكان وعلى حسب المقام وعلى حسب السامع وعلى حسب الحال الله اكبر من وين اجا؟ لو قلنا لصاحب هذا التجلي بعد ان انهى جلسته لو قلنا له قل لنا الموضوع الفلاني ما بيعرف يعيده. لانه لا يحكي من نفسيته عم يحكي فنيان عن وجوده المتكلم هي الروح تكلمت على لسانه هو ما عارف شو حكا ما انت هلق حكيت؟ يقول والله ما بعرف صدقوا يا اخواني لو حكيت لكم كلمة السر والله انا استمع معكم كما انكم تستمعون اليّ انا مستمع ولست متكلم. انا استمع كما انكم تستمعون. الله يرزقنا واياكم التوفيق بدوام ذكر الله اعيد وأقول لكم الذي ليس ذاكراً لا ينتفع من هذه الجلسة اذا ما كنت ذاكر اذاً التجلي له هذا الحال. بدكن تذكروا الله. ذكر الله واحد يقول ماني فاضب والتاني مشغول نقول لك لن تنتفع يا ابني ولو حضرت 100 مجلس ما المهم ان تسمعوا المجلس بل ان تعملوا لتكونوا من اهل هالمجلس المهم الأخ يصل الى هذا الحال. في تجلي يوصلك الى الإخلاص في تجلي يوصلك الى الكمال كمال المظهر وكمال القلب وكمال الروح وكمال التوجه فالكمال هذا تجلي. فهناك انوار نسعى بها فيتنشط العبد بالله. وهناك انوار تسعى اليها وهي الانس بالله وهناك انوار تسعى بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا.. الله.. الله قال (نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم) يمين وشمال نور؟ كيف هذا النور ما شفناه (نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم) أي نور هذا ؟ النور بين يديك هو نور المراقبة وعن يمينك وشمالك مراقبة نور الحضور فاذا كان النور معك فأنت مع الله في كل لحظة من اللحظات وهذا ما كان ﷺ يدعو به اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن امامي نورا ومن خلفي نورا واجعل في نفسي نورا واعظم لي نورا. هذا برواية البخاري والامام مسلم وفي رواية واجعلني نورا. فاذا كان كله نور وكل لحظة من لحظاته نور اذاً شو؟ الله يرضى عن الصحابة كيف انتفعوا من النبي ﷺ هل رؤوا جسد رسول الله الترابي؟ رؤوه نورا في كل حالاته فانتفعوا من نور رسول الله لذلك اعقل الخلق بنور رسول الله الله يرضى عن الامام احمد لما سألوه قالوا له هل رأى محمد ربه؟ قال: رآه رآه رآه.. حتى انقطع نفسه. كيف رآه؟ قال رآه به الله تجلى له فرآه بتجليات الله ما رآه من نفسه رآه به. قالوا له ما فهمناها هي كيف رآه به؟ قال أعطاه قوة في بصره فرآه بتلك القوة ذلك النور. أعطاه نوراً لذلك عبر عن ذلك بعض العارفين بالله قال: اعارته طرفاً رآها به فكان الرائي لها طرفها. حتى اقرب لكم الفهم قال بعض العارفين بالله قال والله لقد رأيت الجنة وما فيها من نعيم رؤيا لا شك فيها ولا شبهة قالوا له كيف رأيتها؟ انت بالدنيا شفت الجنة؟ قال والله شفتها رؤية ورؤيا لا شك فيها قالوا له اخبرنا كيف. قال رأيتها بعين لا يصيبها خلل ابداً. قال الله تعالى عن نبيه ﷺ (ما زاغ البصر وما طغى) رأيتها بعين رسول الله لو عم تقرا حديث النبي ﷺ بوصف الجنة كأنك تراها امامك لكن رأيتها بعين النبي ﷺ ليس بعينك اعارته طرفاً رآها به فنحن شفناها بعين النبي ﷺ هكذا يا ابني اهل القلوب بياخدوا من قلوب العارفين بالله فيبصرون بأنوار قلوب العارفين ما لا تدركه الحواس فهذه حالة من حالات القرب هذه انوار من يتقرب به الى الله ويعمل به ويقتدى به. يقتدي الأخ بالشيخ بحال الشيخ هذا ابني ليس منك ما هو استعدادك. بده يصلي بصلاة الشيخ الشيخ ركع يركع الشيخ رفع يرفع معه طيب انت تقرأ قرأ خلص القراءة ينتظر حتى الشيخ يخلص القراءة يركع معه هذه ليس استعدادك هذا جهد روحانية الشيخ الك ان تكون مقلدا له في كل حال. فتقليدك للشيخ في كل حال تنطبع فيك أحوال الشيخ ثم تنطبع فيك انوار الشيخ ثم تنطبع فيك صفاء الشيخ وهكذا المريد في صحبة الشيخ يدرك ما لا يدركه الذاكر في 50 سنة. ما شغلة القلوب والاحباب والشيوخ لا تتسجل في كتب هذه تحتاج شيخ حي يعطيك الحياة كيف تكون ما هي الانوار من فوقي ومن تحتي وعن يميني وعن شمالي ومن امامي ومن خلفي ما هي هذه الانوار؟ هي انوار الخشية والمراقبة. يكون معك انوار المراقبة لله عز وجل حيثما كنت واينما وجدت دائما مراقب (وهو معكم) وهو معكم ما عاد يحسن يا ابني يحكي كلمة ناقصة ما عاد يحسن ينظر نظرة سيئة ما عاد يحسن يلتفت التفاتة غير صالحة فلذلك نقول ان ذكر الله عز وجل يثمر هذا العطاء الإلهي من الطمأنينة ومن السكينة ومن القرب ومن الاعتصام بالله فكل ذلك عندما يتناول القلب التوجه الى الله عز وجل. ممكن انسان يا ابني يقعد يذكر الله وهو في حالة الذكر ممكن يشرد شرودك في حالة الذكر دليل بأنك لست بمتوجه الى الله انتبهوا لهذه الناحية وانت تذكر شرد الى عمل الى اخ الى اهل الى كذا معناها توجهك غير صحيح اما المتوجه بكليته الى الله وضع سداً عن اليمين وسدا عن اليسار ما في غير طريق واحد الى الله ما عاد يلتفت هنا ولا هناك نقول لك يا ابني سدد الهدف فلما تصدق بالتوجه الى الله تصيب الهدف بأن يمتلئ قلبك من نور الله ممكن ان يكون نور الفضل نور العطاء نور الانس نور القرب نور الشهود نور الحضور لا نور الذات تعالى الله ان يدرك ببصر او بصيرة انما تدرك ما خلق الله وما اوجد من الانوار فأنت في عالم الامر ولست في عالم الروح والفناء انت في عالم الحياة. ففي اذاً تجليات عامة في تجلي الحق اذا بدك تعرف اذا تجليك حق او غير حق هذا التجلي الذي حصل معك. التجلي الحق ما كان سببا بإدراك نفسك كبرت نفسك عن ماذا؟ اعظم العظمة يا اخواني في طريق اهل الله ان تعرف نفسك معرفة النفس هل انت مع الله ام انت مع غير الله هذه معرفة النفس. لذلك الله يرضى عنهم الشاذلية والرفاعية رضي الله عنهم وارضاهم كان اذا المريد ذكر مرت عليه السنين وهو في حالة الذكر كانوا يفحصوه حتى يموتوا له نفسه اماتة النفس يضعون له مخلاية فيها جوز ويحملوه الشوك على اكتافه يقول له بتروح تمشي بسوق الحميدية من اوله لآخره روحة رجعة ما بتحكي ولا حرف بدون كلام اذا حكى كلمة واحدة سقط. حامل الشوك وماشي هذا يسبه وهذا يبهدله وهذا يلعن كل واحد يسبك تمد ايدك وتعطيه جوزة كل واحد سبك حتى يموت نفسه. منهم من كان رضي الله عنهم وارضاهم يشغل المريد سبع سنوات في تنظيف المراحيض. سبع سنوات تنظيف مراحيض الاخوان حتى يموت نفسه اما اهل الله رضوان الله عليهم في الطريق النقشبندي رضي الله عنهم وارضاهم الشيخ يميت نفسية المريد من غير ما يدخله الأسواق بغير هذه الأحوال يكون شايف انا وانا من كتر العطايا الإلهية يرى نفسه ليس شيئاً ويني انا ما في شي فني عن نفسه فني عن انانيته ما عاد بده غير مدد شيخه بده بس بده ينظر الى الشيخ شاف حياته مجالسته هذا يا ابني سر من اسرار الله عز وجل جعله في قلوب العارفين بالله في كل زمان ولا يخلو زمن من قائم لله بحجة. فاذاً التجلي عطاء الهي ممكن ان يكون التجلي من توجهات الشيخ ممكن ان يكون التجلي من انوار الاذكار ممكن ان يكون التجلي من انوار القرآن ممكن ان يكون التجلي من انوار العبادة والصلاة لكن كل انوار التجلي فضل الهي فضل ليس جهد اعرفوا هذه النقطة فضل الهي وليس بجهد ففي واحد يتعبد عبادة عشرة صلاة وصيام قايم قاعد ما حصّل ليش هذا عم يتعبد ما حصل؟ يا ابني والله انا عم بنصحكم لجلسة مع الشيخ خير من صلاة سنة. سنة كاملة عم يتعبد نوافل وواحد قاعد مع الشيخ ساعة الساعة مع الشيخ اكثر من يلي حصلهم ذاك بسنة. هيداك صلى سنة وعشر سنين الشيطان يلعب عليه بكلمة يخسره كل عبادته. كما قال الشيطان لسيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني قال له والله يا عبد القادر لقد اطغيت اكثر من 70 الف عابد من هذا الباب الشيخ عبد القادر في علم ما استطاع عليه قال له انت صرت ما شاء الله انوار وتجليات وتقرب الى الله ليه بدك تصلي؟ ترك الصلاة ليش تركت الصلاة؟ قال والله انا سقطت علي الصلاة انت اعظم من رسول الله؟ النبي ما سقطت عنه فريضة كيف سقطت؟ قال والله انا هيك جاءني التجلي انه نحن خلص اسقطنا عنك العبادة هذا شيطان يا ابني لذلك بدها شيخ. تعرض حالك على الشيخ صار معي كذا وكذا فالشيخ يقول لك افعل كذا ولا تفعل كذا. فلا تغتر يا ابني بالاحوال ولا تغتر بالانوار اذا ما صار لك قدم راسخة في المراقبة لله اذا ما صار لك قدم مع الله عز وجل والا افني نفسك روح نفس ما يكون عندك نفس. كيف؟ يعني لو الناس سبوك ما ترد عليهم لو آذوك ما ترد عليهم ما تنشغل فيهم انه هذا ما سبك الا لذنوب عليك فمسبته لك ليغفر الله لك ذنوبك. ليش لحتى ترد عليه انت؟ هذا ادب روحي هذا ادب علم. لا ترد عليه فلان عمل معي كذا لا ترد عليه. انت مشغول مع الله خلي الناس. هلق اذا دخلتم الى بستان في عشر شجرات فاضية وشجرة حاملة تحت أي شجرة تقعد؟ الحاملة واذا بدك تاخد ثمرة أي شجرة تضربها بحجر؟ الحاملة او الفاضية؟ الحاملة. تضرب حجرن تلاتة أربعة ممكن تصيب وممكن ما تصيب ممكن اذا صبت الثمرة مشان تصيب الثمرة تاكلها فدائماً المثمر يضرب بالاحجار لتعرف حالك اذا ضربوك بالاحجار فانت فيك ثمرة الأخ كلما ارتقى بحاله كلما ارتقى بقربه كلما كثرت اخصامه واعداؤه. يحاربوه ويعادوه لماذا تحارب؟ في نفس يحارب لان فلان فنيت نفسه لما الله يرضى عنه الشيخ عيسى اذن للشيخ امين الله يرضى عنه اذن له بالتوجه. توجه الى قلوب الاخوان هذه خاصية للشيخ يا سيدي كيف اذنت له؟ قال يا ابني الشيخ امين ماتت نفسه. لما يتوجه لا يتوجه بقوته الروحية بل بقوة روحانية رسول الله الى قلوب الاخوان الله اكبر. لكن النفس هي السبب ما في الوجود من يخاصم الله الا النفس هي التي تخاصم الله النفس ليش هيك عملت معي (فبما اغويتني) الشيطان ماذا قال (فبما اغويتني). سيدنا ادم قال (ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا) هيداك قال انت يلي اغويت. فهذا التجلي لح نخليك هنا لتعرف نفسك الى الدرس الاتي لترتقي ان شاء الله الى النفس الى ما وراءها لتكونوا أقمار تنعكس فيكم نور الشمس. القمر فيه نور؟ نوره من وين جاي؟ من نور الشمس. العارف بالله قمر تنعكس فيه انوار رسول الله شمس الوجود والمريد بده يصير كالقمر تنعكس فيه انوار شيخه فكلما تصير قمر كلما تكتر انوارك واسال الله ان يتقبل منا ومنكم ويغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه.

المشاركة